حوار على ضفاف الموت
الطفل :
أيها الطير تمهل *** ارحم الطفل المكبل
إنني طفل يتيم *** ما جنى ذنباً ليؤكل
إنني طفل ولكن *** من بني الإنسان مهمل
لم يعد لحمي طرياً *** لا ولا طعمي مفضل
إن من يؤكل حقاً *** أمة تلهو وتغفل
أهملت ديناً عظيماً *** أخمدت روحاً وهيكل
أصبحت للكفر ملهى *** أصبحت للبغي معقل
الطير :
أيها الطفل تمهل *** أرني وجهاً تحول
إنني طير ولكن *** لم تصب ذنباً لتؤكل
لست كالإنسان قاس *** ينشر الرعب ويرحل
مسكني الغاب ولكن *** غابة الإنسان أكمل
غابتي وحش ظلوم *** نابه للهدم معول
كلنا يشكو ظلوماً *** يسقنا الرعب ويجهل
ليس لي فيك طعام *** انتصب حقاً لترحل
إن من يؤكل حقاً *** أمة تلهو وتغفل
الطفل :
أيها الطير تقدم *** هدني الجوع وأسقم
أضحت الدنيا جحيماً *** والبقاء أدهى وأغشم
مزّق الجسم وصالاً *** داوني فالموت بلسم
كل إخواني تولّوا *** إنهم أقسى وأظلم
لو درى الفاروق عني *** جاء بالزاد وأطعم
ليس لي زين بليل *** يأتني سراً ملثم
يترك الزاد ببابي *** يفعل الخير ليغنم
الطير :
أيها الطفل اليتيم *** لست لي زاداً ومطعم
إنني أرقب يوماً *** أمةً تغزو وتغنم
أمة تحمل سيفاً *** أمة تبدو كضيغم
من بلاد الكفر – طفلي - *** أبتغي علجاً مهندم
أسقه بعض جراحي *** أسقه مراً وعلقم
لم يكن يوماً رحيما *** أنت عن ياسين تعلم
إنني اليوم أنادي *** أيها الطفل لتسلم
يا بني الإسلام قوموا *** نومكم أضحى محرم
يا بني الإسلام هبوا *** أنقذوا داراً تهدم
اسلكوا درب الجهاد *** واطلبوا الجنة مغنم