بكى الغيور
كتبت بالدم لا بالحبر ما كتبا *** واغرورق الدمع في عيني وانسكبا
تدفق الشعر والأفلاك واجمة *** والبدر منكسف والطالع احتجبا
في أي عصر أنا يا قوم أمتنا *** وباتت على وتر واستهوت الطربا
ماذا سأكتب فالأقلام حائرة *** والجرح منتكئٌ والحبر قد نضبا
والأمن موعده حبر على ورق *** كوعد عرقوب ما أملى وقد كذبا
فكيف أكتب عن طفل وقد خجلت *** منه الحروف وماج الشعر والطربا
والجوع أنحله والغدر شرده *** والفقر أتعبه والجارح انتصبا
مطأطئ الرأس والعينين شاخصة *** والنصر منتظم والموعد اقتربا
حان الرحيل أيا صحراء فانتجعي *** فما الحياة لطفلٍ عاش مغتربا
يكابد الظلم والمأساة تلفحه *** والطفل في رمق يستنجد العربا
مخالب النصر وا غوثاه قد برزت *** وجارح النصر وارحماه قد تعبا
ماذا سيأكل أعظاماً وقد هزلت *** أو المفاصل أما الجلد قد عطبا
هل أنت يا نسر فرعون وأبرهة *** أكاد أجزم أن الشعر ما كذبا
أم أنت يا نسر شارون وزمرته *** ما لي أراك لأرض العرب مغتصبا
أم أنت يا نسر أمريكا أتوعدنا *** أين الوعود وعز القدس قد سلبا
هل يشتكي الجوع والظلماء تدهمه *** أم يشتكي الخوف والقناص قد وثبا
أم يشتكي اليتم لا أمٌ تلاطفه *** أما أبوه بكف الغدر قد صلبا
أم يشتكي البرد لا ثوب وقد رجفت *** منه المفاصل والمليار قد شجبا
أم يشتكي فرقة بتنا نكابدها *** عذابها إخوة الإسلام قد وصبا
وا لهف نفسي على الإسلام وا أسفا *** بكى الغيور على الإسلام وانتحبا
تكابد الظلم والإسلام مغترب *** وحامل الدين في أيامنا اغتربا
أقول ما قلت لا يأساً يخامرني *** فالناصر الله والميعاد قد قربا
نحن الأسود إذا ما الحرب قد برزت *** نسل فيها إذا ما ازورّت القضبا
تبقى الأسود وإن كلّت مخالبها *** تلقى الفريسة في أنيابها العطبا
مزجت بالدمع أبياتي وقافيتي *** وما البكاء معيد للذي ذهبا
وما التوجع إن عانيت من حرق *** يعيد في القدس أو بغداد ما خربا
نيل الشهادة درب ليس يبلغه *** إلا الذي للحسان الحور قد خطبا
نيل المفاخر تاجٌ ليس يلبسه *** إلا الذي من حياض الدين قد شربا
درب الكرامة صرح ليس يركبه *** إلا الذي فوق صرح المجد قد ركبا
علي أحمد السعيدي – حجة