فرائس الأعداء
أو ما تروني في العراء مشردا *** بين الوحوش عن الثياب مجردا ؟
الجوع أرهقني وأبدى سوءتي *** والفقر أسلمني لأهوال الردى
وأبي وأمي يبحثان عن الغذا *** وأظل وحدي بالكروب مصفدا
أنا – أمة الإسلام – طفل حائر *** من بينكم أصبحت كبشاً للفدى
أنا – أمة الإسلام – جرح غائر *** لم يملك الطب الحديث له يدا
أنا – أمة الإسلام – رمز للمآ *** سي حينما صرنا فرائس للعدا
وعدوا بأن يحموا الحقوق فما رعوا *** حقاً لمسكين وخانوا الموعدا
لم يرحموا طفلاً تعثر سيره *** بل جردوه وقدموه على الغدا
أنا لا أبالي بالأعادي بعدما *** أيقنت حقاً أن موعدهم غدا
يا أمة الإسلام هذي صورتي *** نُشرت لتنشر سيف قومي المغمدا
يا قوم كفوا عن عميق سباتكم *** فحقوقنا ذهبت بغفلتكم سدى
كم جاد علج حاقد لشعوبنا *** ومضى بذاك منصّراً ومهوّدا
وأرى كثيراً من بني الإسلام لم *** يصلوا قريباً مؤمناً وموحدا
أوليس بين المسلمين تراحم *** أوليس فيهم محسنٌ يروي الصدى ؟
أوليس فينا يا بني الإسلام من *** يحيون ماضينا العتيق الأتلدا ؟
أو من يذكرنا بعثمان الذي *** لله قدّم ماله وبه افتدى
أو من يذكرنا بعوف والألى *** عقدوا لدى البأساء ألوية الندى
صنعوا من الأموال مجداً نوّروا *** بعطائهم ليلاً بهيماً أسودا
يا رب أنت إلهنا فتولنا *** فلكل باب دون بابك أوصدا
ولئن أردت بنا البلاء فإننا *** أرضى البرايا بالقضاء وأحمدا
عبد الله محمد بارجاء – مأرب