الصليب واليهود في فيلم جديد
ماذا أقول وكيف أبعث منطقي *** ولمن سأبكي بين هذا الملحق
صور تثير بها " مساء " مشاعري *** فتهدني وأنا أقول لها : ارفقي
طفل صغير ليس يدري ما الذي *** يجري بأرض الغرب أو بالمشرق
قد جاء في أرض تشيطن أهلها *** وضعوه في كهف الظلام المطبق
بل أغمضوا عينيه عن نور الهدى *** ليشبّ في حقد وغيظ مطلق
جاؤا إليه يخلصوه من العنا *** أسمعت هذا في الزمان الأسبق ؟
أسمعت أن بني يهود قلوبهم *** تهب الحنان وبالعطايا تشفق ؟
لكنه حقد يهودي بدا *** في زيه المتدنس المتملق
لم يكفه أرض العراق بحقده *** قد هَدّها وكذاك أقصانا النقي
لم يكفه كشمير شتت شملها *** بغياً وعدواناً فجاء لمن بقي
وببوسنة الإسلام كم طفل بها *** دفنوه حياً فارتقبهم واتقي
فأتوا إلى السودان لما أن رأوا *** راياته تأبى الخضوع وترتقي
ورأوا بلاداً خيرها في أرضها *** أزهى من الفجر الذي لم يخفق
لبسوا رداء العطف يا ويح الذي *** لكلامهم أصغى ويا ويل الشقي
هم يرتدون لكل قوم زيهم *** كالحية الرقطاء كالمتملق
أنا لا أقول سوى الحقيقة والذي *** سَوّى البرية لست بالمتشدق
ما دام للإسلام قلب نابض *** يمشي به في الناس دون تزلق
سيظل حقدهم يجمع جنده *** ليبيده هذه الحقيقة فانطلق
يا أمة المليار ماذا قد جرى *** قومي فنومك صار حقاً مقلقي
نار الفجيعة قد سرت في أضلعي *** لهباً يثور وحرّها كالزئبق
أسفاً على قومي الذي استبدلوا *** بالدين دستور العدو الأخرق
قد أشربوا حب الحياة قلوبهم *** ولأجلها يا سيدي لم نلتق
الغرب يحشد جنده يا ويحكم *** حقداً وأنتم كالبليد الأحمق
وتخلفت عن ركب كل حضارة *** واستسلمت للعابث المتفسق
أبناؤها كانوا الأسود زئيرهم *** يخشاه كل مغرب ومشرق
واليوم في أحضان كل مهرج *** أو لاعب أو عابث ومنهّق
قوم كسالى في الحياة همومهم *** في مأكل أو مشرب في الفندق
والغرب يحصدهم ويفني عمرهم *** فحياتهم هي خندق في خندق
يا أمتي هذا الصليب وهذه *** أطماعه جاءت إليك فصدّقي
هذي مؤامرة تدور وهذه *** خطط يدبرها الذي لم يشفق
فيلمٌ ومخرجه الصليب وأهله *** من كل صوب قد أتوا أو مفرق
ليدنسوا أوطاننا ويشوهوا *** أخلاقنا فاقرأ سلامك يا تقي
يا صاحبي قد أزهقت أرواحنا *** حزناً وإن قلنا لهم لم تزهق
حدّق بعينك في الوجود وقل له *** أنا مسلم لمّا يُسَفّه منطقي
أنا مسلم لكن قومي في الدنا *** تاهوا وللأعداء ألفا زورق
يا سيدي هب للفؤاد مواطناً *** يرتاح فيها في الزمان المرهق
فلقد تعذب أزمناً بشعوره *** الدفاق في إحساسه المترقرق
امنن على الإسلام منك برحمة *** مغداقة لنظل منها نستقي
وامنن عليه بمن يطيّب جرحه *** في جمعنا المتشتت المتفرق
خذنا إلى درب الخلاص وفكنا *** من كل قيد في الدنا أو مأزق
محمد الورد علي – الحديدة