منتديات شوق الاحبة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


عالم من التميز ولابداع
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 العرب وأميركا... رؤية جديدة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
shoookooo
Admin
Admin
shoookooo


عدد الرسائل : 217
احترامك القوانين المنتدي : العرب وأميركا... رؤية جديدة Uoa_ao10
\'D#H3EG : العرب وأميركا... رؤية جديدة 3547_1180475852
تاريخ التسجيل : 20/02/2008

العرب وأميركا... رؤية جديدة Empty
مُساهمةموضوع: العرب وأميركا... رؤية جديدة   العرب وأميركا... رؤية جديدة Emptyالأربعاء أبريل 09, 2008 5:56 am

العرب وأميركا... رؤية جديدة

مصطفى الفقي الحياة - 08/04/08//

عائد أنا من رحلة عمل، تمثلت في زيارة برلمانية إلى العاصمة الأميركية التقيت خلالها قيادات مختلفة من الإدارة ومن الكونغرس ومن المجتمع المدني، ولقد تشكل لدي انطباع بأن ما نعرفه عن الولايات المتحدة الأميركية - رغم أن ذلك كثير للغاية - لا يبدو تعبيراً دقيقاً عن طريقة التفكير ومنطق التعامل مع تلك القوة العظمى في عصرنا الحالي، بل اننا نرى أن الأمر يحتاج إلى نظرة جديدة ورؤية مختلفة، فلقد تعودنا لعقود عدة أن نتعامل مع واشنطن بطريقة فيها الكثير من الانصياع الدائم والقبول المطلق أحياناً بما تريده مردّدين دائماً أننا نعيش العصر الأميركي Paxa-Americana. بينما الأمر في ظني يختلف عن ذلك إذ أنه لا يمكن أن نتصور أن سياسة الإملاء الأميركي على الأمم الأخرى والشعوب المختلفة سوف تظل فرضية تاريخية لا تتغير، وأنا ممن يعتقدون أن الأمة الأميركية التي تشكلت من ملايين المهاجرين من أوروبا وأفريقيا وآسيا لا بد أنها تدرك بوضوح أن العالم يتغير وأن سياسة الاحتواء الاستراتيجي والغزو العسكري والتشويه الإعلامي لا يمكن أن تؤدي في مجملها إلى ما نتطلع إليه في منطقتنا العربية، لذلك فإنني استأذن القارئ في أن أطرح الملاحظات التالية:

1- إن حجم الدعم الأميركي للدولة العبرية - أو الدولة اليهودية حسب التصريح المستفز الذي أدلى به أخيراً الرئيس جورج دبليو بوش - يتزايد بشكل مضطرب ولا يجادل اثنان في أهمية أمن إسرائيل بالنسبة الى الولايات المتحدة الأميركية، فهو يحتل أولوية لدى صانع القرار في واشنطن ويكاد يطغى أحياناً على المصالح الأميركية المباشرة ذاتها.

2- إن لدى الأميركيين انطباعا عاما بأن القبول الإنساني المعاصر لأسلوب الحياة الأميركية وغرام الأجيال الجديدة بطبيعة المعيشة فيها هو أمر يتناقض مع التدني الواسع لشعبية السياسة الأميركية في أنحاء العالم المختلفة، بل ان هناك شبه اتفاق على طبيعة الرفض المشترك للسياسات الأميركية من مختلف الدول والشعوب بدءاً من الشرق الأوسط مروراً بافريقيا وصولاً إلى أميركا اللاتينية إلى جانب بؤر العداء لسياسة واشنطن في دول وسط وجنوب وشرق آسيا فضلاً عن بعض المناطق في أوروبا، ولا شك أن ذلك الإحساس لدى الإدارة الأميركية يجعلها أحياناً في موقف دفاعي لم تكن تريد أن تصل إليه.

3- إذا كان أمن إسرائيل هو الأولوية بالنسبة الى السياسة الأميركية في الشرق الأوسط، فإن حماية منابع البترول تأتي مباشرة بعد ذلك بل ربما كان أمن إسرائيل مرتبطاً - من وجهة نظر أميركية - بأهمية البترول باعتباره السلعة الاستراتيجية الأولى في عالم اليوم. ولا شك أن إسرائيل صورت للولايات المتحدة وللغرب عموماً أنها حامية مصادر الطاقة والدرع الأول ضد الإرهاب ورأس الحربة في مواجهة العرب والمسلمين.

4- لفت نظري أن المسؤولين الأميركيين مستغرقون في تفاصيل ما يجري في منطقتنا وأن الاهتمام بها يتجاوز ما نتصوره نحن، وأنهم يتابعون بشكل يكاد يكون يومياً مجريات الأمور فيها بحكم اهتمامهم بمصالحهم في المنطقة ومصادر الطاقة في منطقة الخليج وأمن إسرائيل الذي يتصدر أولويات واشنطن كما أسلفنا. وعلى سبيل المثال فإن موضوع الأنفاق على الحدود المصرية - الفلسطينية التي تزعم إسرائيل أنها تستخدم في تهريب الاسلحة إلى حركة «حماس»، كان مسيطراً إلى حد كبير على طريقة تناول المسؤولين الأميركيين لتطورات الوضع في المنطقة.

5- إن هجمات 11 سبتمبر 2001 تقبع بشدة في خلفية العقل الأميركي وذاكرة الأمة هناك، لذلك فإن عملية صناعة عدو لم تكن أمراً صعباً عليهم ليختاروا العرب والإسلام عدواً جديداً يمارسون ضده أشكال التحدي وأنواع المواجهة وأساليب الرفض، وسوف يظل ذلك الحادث المشؤوم كارثة حقيقية حلت بالعرب والمسلمين خصوصاً وأن قدراً لا بأس به من الغموض لا زال يكتنف أحداث وتداعيات ذلك اليوم.

6- إن الاهتمام الأميركي بالشؤون الداخلية لدول منطقة الشرق الأوسط أمر يحتاج إلى تأمل ومراجعة، فملفات «حقوق الإنسان» و «الإصلاح السياسي» و «التعامل مع الأقليات» وحتى «حماية البيئة» تبدو كلها مفردات جديدة يمكن استخدامها عند اللزوم في محاولة لتأديب النظم السياسية العربية سواء الطيّع منها أو العاصي، فالأمر في النهاية يمثل ورقة ضغط تمارسها الإدارة الأميركية على بعض النظم العربية - خصوصاً المعتدلة منها - لترغيبها وترهيبها في وقت واحد من أجل الانقياد بشكل كامل للأجندة الأميركية في الشرق الأوسط.

7- تحظى مسألة المعونة الأميركية لبعض شعوب المنطقة باهتمام ملحوظ ويرجع ذلك إلى رغبة واشنطن في استخدام مبدأ «المعونة المشروطة» كسيف مسلّط على رقاب بعض الأنظمة مثلما تحاول أن تفعل مع مصر حالياً غافلة عن حقيقة مؤداها أن المعونة طريق ذو اتجاهين، فمثلما تأخذ مصر مثلاً المعونة الاقتصادية الأميركية المخفضة والمعونة العسكرية الثابتة فإن ذلك لا يعني أن مصر سوف تركع أو تموت إذا توقفت تلك المعونة، بل اننا إذا نظرنا الى الجانب الآخر من الطريق المزدوج فسوف نكتشف أن مصر تلعب في المنطقة دوراً معتدلاً وعاملاً مستمراً للاستقرار وداعماً قوياً في الحرب ضد الإرهاب رغم أن السياستين المصرية والأميركية لا تتطابقان بالضرورة.

8- إن شعارات الديموقراطية والإصلاح السياسي وغيرها من النداءات البرّاقة لا تصمد وحدها أمام المستقبل بل لا بد لها من برامج عملية وآليات مستمرة حتى يمكن أن تقدم إسهاماً فعالاً في النهضة والتقدم، كما أن عملية الإصلاح بطبيعتها ترتبط بثقافة كل مجتمع ومناهج التفكير فيه فهي عملية نسبية مع تسليمنا بوجود حد أدنى لها على المستوى العالمي بغير استثناء.

9- إن الخطاب السياسي العربي يبدو أحياناً خارج دائرة العصر فنحن نبدو كمن يغرّد خارج السرب ولا نستطيع أن نتعامل مع الآخر بلغته وطريقة تفكيره، لذلك يتعين علينا أن نقبل بالإصلاح الذاتي وأن نبادر الى عملية التغيير الشامل نحو الأفضل وأن نسلك طريقاً عصرياً يفهمه غيرنا بحيث يمثّل رسالة عصرية مقبولة عند من نبعث بها إليهم.

10- إن الأجندة الأميركية في الشرق الأوسط تغيّر صفحاتها مع مرّ الأيام والصفحة الحالية تركز على إيران باعتبارها الخطر الدائم والشرّ المستطير بينما الأمر لا يحتاج إلى كل ذلك. فالخريطة السياسية للشرق الأوسط حافلة بالمتناقضات وليس الأمر قاصراً على خطر دون آخر، فإسرائيل - من وجهة نظرنا - هي مركز الصراع ومصدر القلق ومبعث التوتر ولا نستطيع أن نستبدل الخطر الأساسي بخطر ثانوي لأن المهم هو ما يدركه الناس وما يشعرون به تجاهه وإذا كنا نسلّم بأن لإيران أجندة فيها مخططات وأطماع فإن ذلك لا يغطي بحال من الأحوال على الخطر الداهم الذي تمثله إسرائيل في المنطقة منذ عدة عقود حتى الآن.

هذه ملاحظات عشر أوردناها لأننا مقتنعون بأن حوار العواصم العربية مع واشنطن يبدو كحوار الطرشان إذ أن غياب التكافؤ في القوى يؤدي إلى قدر كبير من التوتر وغياب الحقيقة وضياع الحقوق وتداخل الأوراق وقبول العرب بإملاءات أميركية نتيجة فهمهم الخاطىء لطبيعة العلاقات الدولية المعاصرة وتصورهم أن القبول المطلق بسياسات الآخر يعفي من المشاكل ويحمي من المخاطر وهو أمر يحتاج إلى مناقشة ولا يمكن قبوله على علاّته كما هو.

إن زيارتي الأخيرة لواشنطن أثبتت لي أن حجم التشدد الأميركي تجاوز الإدارة والكونغرس إلى قطاعات أخرى في المجتمع الأميركي كله على نحو لا يبشّر بمستقبل أفضل بل يوحي بأن واشنطن ما زالت تعتمد منطق القوة أسلوباً في التعامل مع دول المنطقة وتأديب من يستحق وتوزيع البركات على من تريد. إنها واشنطن المذعورة من تنظيم «القاعدة» والراغبة في تطويع أوروبا وتدجين الشرق الأوسط وتهدئة أميركا اللاتينية والتغلغل في آسيا وافريقيا. إنها واشنطن في العام الأخير من إدارة مستفزة غيّرت وجه أميركا في العالم كله ونشرت شرورها في كثير من بقاع الأرض بلا تفرقة.

كاتب مصري
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shookoo.yoo7.com
 
العرب وأميركا... رؤية جديدة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات شوق الاحبة :: القسم العام :: °ˆ~*¤®§(*§منتدى الحوار العام والمناقشات الساخنة§*)§®¤*~ˆ°-
انتقل الى: