رسالة إلى باطن القلب
(الجزء الثانى)
عرفت قلبك و مشيت فيه و علمت تضاريسه و تعرفت على أودائه و سهوله و سبحت فى بحور الحنان العميق التى لا تمنيت أن أخرج أبداً منها و وطأت رمال صحراءه الواسعة و وصلت إلى قرى الحب حيث تسكن المشاعر فى بيوتها هناك , فطرقت باب أحدهم قلما فتح الباب ضارعتنى المشاعر بذراعيها كالتى غاب عنها حبيبها فترة من الزمان فما كان من قلبى غير أنه لفّ ذراعيه حول تلك المشاعر و ضمها و احتواها و عزم على ألا يتركها فلكم عاش طريداً بين الشطآن يرغب فى أن يرسى على مرسى قلب يحنو عليه و يعطف عليه و لكن كانت القلوب تنهره دائماً و لا تدعه يمكث بين ثناياها طرفة عين ....
دخل قلبى فى البيت فلم يتحمل المنظر البهيج من شدة اندهاشه به فقد وجد أن صوراً له معلقة على جدران ذلك البيت و لكنها صور قديمة له و لكن من علقها على تلك الجدران لا يدع الغبار ينزل على تلك الصور فإنها تلمع كلمعان النجوم فى الليلة الحالكة المظلمة مع الرغم أن عمر هذه الصور هو خمس سنوات أو يزيدون ...
جلس قلبى فى هذا البيت و بدل ملابس السفر و جلس على أريكة منتظراً تلك المشاعر أن تنتهى من تحضير الطعام و بعد فترة ليست بطويلة بل أقل من لمح البصر وجد تلك المشاعر ممسكة بصحن مفلطح قد صنع من العشق عليه أطباقاً قد صنعت من الهيام و بها أحلى طعام يحبه قلبى ألا و هو الحنان و العطف الذين طالما كنت أبحث عنهم و ما وجدتهم و لكن فى هذا البيت وجدت ما تمنيت ...
أحببت تلك المشاعر الرقيقة الجذابة جداً و عشت معها و لازلت أعيش معها و سأبقى أعيش معها و عندما أنزل إلى لحدى سوف تكون هى فى ذاكرتى حتى نبعث فنلتقى و الشوق قد ألهب منا القلوب و أذرف منا الدموع و نحيا مرة أخرى إلى أبد الآبدين معاً لا نفترق أبداً و نبنى معاً بيتاً جديداً من الحب الأبدى لن نخرج منه أبداً .......